الجلد حساس ، إنه يمثل الحدود الخارجية للجسم ، فجعل الله له رادارات و هي الأعصاب الحسية ، أجهزة رادار تكشف الأعداء المهاجمين ، حرارة لازم تنبيه ، حشرة تمشي لابد من تنبيه ، ضغط شديد لابد من تنبيه ، وخز لابد من تنبيه ، قطع من تنبيه ، لولا الله ثم الرادارات في الجسم الخارجي لك كنت تمشي في السوق و أحدهم يأتي و يقطع يدك و يرميها و أنت لا تدري ، فجعل الله لك على الجلد هذه الأجهزة الحساسة للعناية بك و رحمة منه بك سبحانه و تعالى ، و الأعصاب الحساسة في الحرارة و البرودة لا توجد إلا في الجلد . و في المناطق الجلدية توجد الأعصاب الحساسة بالحرارة و البرودة .
عندما يدخل أهل النار النار يوم القيامة فتأكل النار الجلد ، بعد هذا هل يتألم الإنسان ؟ الجواب : لا . لأنه إذا مات الجلد ماتت الأعصاب الحساسة ، و لذلك يقول الأطباء : إذا أصيب الإنسان بحريق و كان هذا الحرق غائراً يعني أكل الجلد كله لا يتألم ، لأن الأعصاب تكون ماتت - مثل الشعر و الأظافر عندما نقصهما لا نتألم لأنهما لا يحتويان على الأعصاب التي تنقل الألم - .
فماذا سيكون لأهل النار إذا دخلوا النار ؟ ستأكل النار الجلد و يرتاحون . و لكن الله سبحانه و تعالى الذي خلق الجلد يقول في القرآن الكريم : (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ )) ( سورة النساء ) . فإن العذاب لهذا الجلد فإذا نضج الجلد بطل العذاب ، و لكن الله سيعيد الجلد غير الجلد ليذوقوا العذاب